Page 64 - alamn
P. 64
لماذا نجحنا في اختبار «كورونا»؟! مقالات وآراء
ذلـك ليتحقـق لـولا استشـعار المسـؤولية شـكلت جائحـة كورونـا «كوفيـد »-19اختبا ًرا خالد السليمان
المهنيـة والوطنيـة والإنسـانية. لقـدرات أجهـزة الدولـة المختلفـة فـي كاتب صحفي
التعامـل مـع الظروف القهريـة التي خلقتها
بينمـا كان لوفـرة السـلع الغذائيـة دور فـي تأثيـرات الأزمـة والتغييـرات التـي أحدثتهـا
اسـتقرار الأمـن الغذائـي ،وبرهنـت علـى فـي طبيعـة أداء العمـل وممارسـة الحيـاة.
صـواب إسـتراتيجية الدولـة طيلة عقود في وكانـت انطلاقـة تحقيـق رؤيـة 2030
إنشـاء ودعـم المصانـع الغذائيـة ومشـاريع عامل ًا أساسـًّيا فـي نجاحنـا فقـد عملـت
الإنتـاج الحيوانيـة والزراعيـة وتمـت تلبيـة الرؤيـة علـى وضـع البنـى التحتيـة للكثيـر
احتياجـات المجتمـع مـن السـلع الضروريـة مـن الأشـياء الممكـن تحقيقهـا خاصـة فـي
فيمـا كانـت دول أخـرى تعانـي مـن ارتبـاك تطويـر بنيـة الاتصـالات ونقـل البيانـات عبر
الإنترنـت ،فقـد سـهل التطـور التقنـي فـي
أسـواقها واهتـزاز وفـرة سـلعها. تقديـم الخدمـات الحكوميـة الإلكترونيـة
أمـا المجتمـع فقـد اختبـر أي ًضـا فـي وعيـه عبـر تطبيقـات الأجهـزة الذكيـة خلال
والتزامـه بإجـراءات مواجهـة الأزمـة ،حيـث السـنوات الأخيـرة فـي تقديـم الأجهـزة
أظهـر وع ًيـا لاف ًتـا سـهل مـن تطبيـق إجـراءات الحكوميـة خدماتهـا عـن بعـد خلال فتـرة
الحجـر والتباعـد الاجتماعـي والالتـزام الحجـر وتطبيـق إجـراءات التباعـد ،كمـا أن
بتعليمـات الوقايـة ،وهـو مـا أسـهم بشـكل صلابـة قطـاع الاتصالات الذي شـهد خلال
كبيـر فـي الحـد مـن انتشـار العـدوى وتعزيـز العاميـن الماضييـن تطـو ًرا لاف ًتـا وكان
كفـاءة النظـام الصحـي وتلافـي الضغـط عنصـ ًرا أساسـ ًيا مـن أدوات تحقيـق الرؤيـة،
مكـن مـن العمـل والتعليـم عـن بعـد ،فـي
عليـه .
جـاءت هـذه الجائحـة لتعيـد تذكيرنـا بقدراتنـا القطاعيـن العـام والخـاص.
كشـعب سـعودي قـادر علـى مواجهـة أمـا قطاعنـا الصحـي فقـد أظهـر كفـاءة
التحديـات والتغلـب عليهـا ،فعلنـا اليـوم كوادرنـا الصحيـة التـي كشـف عـن قدرتهـا
مـا فعلـه الآبـاء والأجـداد عبـر الزمـن بـكل علـى العمـل تحـت الضغـط الهائـل وتحقيق
صلابـة وعزيمـة وإصـرار لتخطـي الصعـاب النجـاح فـي التصـدي للأزمـة ،ولـم يكـن
فـي عمليـة لـم تتوقـف يو ًمـا لبنـاء الوطـن
وضمان اسـتمرار المسـيرة نحو المستقبل.
64